.........يوميات قروى......

زحام زحام ..وركام وجوه واماكن تضمحل صورها شيئا فشيئا من سقف الغرفة .. تتباعد .. ويغيب شريط من الذكريات أخترق الجدران .
.لذاكرة .. بعيدةعن عالمى .. حتى تتلاشى.واترك نفسى لثبات نوم ..علنى استيقظ على حلم جميل ..لم يكن واقعا قد عشته قبل وصولى لهذا المكان .. مازال دوى وصفير القطار يخترق اذنى وسمعى حيث تلاقت بها عيناى .. لكى تتضح السعادة من عينيها ببراءة طفوليه متناهيه ..برقة وبلطف وبتحضر ايضا ..وحتى لاتنكشف سذاجتى القروية ..تقدمت صوب مقعدها وجلست بجانبها متجاهلا المقعد الخالى الذى امامها ..القيت بتحيتى ..ردت بايماءة رقيقة ..اتضح منها رقة همساتها وجلست ..تصفحت بعض كتبى والتى اشتريتها من المكتبة بعد ان اوصى بها استاذى بالجامعة ..
فتحت فاهى للبدء بمخاطبتها الا انى عدت ثانية وآثرت السكوت..خوفا من ان يفضحنى خجلى ..الا انى عاودت ووجدت انه لا مفر لا بد ان اقتحم هذا الخجل واتغلب عليه وعلى قرويتى الساذجة ايضا ..وبصوت مرتعش سالتها..عن كليتها وكيف انها تداوم على الذهاب للمكتبه وانها تتفق معى فى ذلك وانى على شاكلتها احب المكتبه والاطلاع..ومحطات القطار تمر سريعا واخذت اسهب فى الحديث شيئا فشيئا..رقيقة الملامح هى ..تتسم بسمرة رائعة نتيجة لفحات شمس شاطئ االمدينة الساحلية.. فاكسبت وجهها روعة برونزية ..وبثقة وبصوت هادئ تتحدث حتى انتبهت على صوتها اننى وصلتى لمحطتى انا وهى مدينة طنطا ..بسرعة ونسيت حتى ان احييها نزلت من القطار ..وتهت مع زحام المغادرين لمحطة القطار ..وفجأة تذكرت شيئا مهما ..قفزت بسرعة لدرجات السلم الموصل للمحطة ثانيه للألحق بالقطار ..والقطار بدأ بصفيره ويتحرك ومن خلف زجاج النافذه وجدتها تبتسم وتشير لى بيدها مطمئنة كثيرا لطيبتى وسذاجتى ايضا فبرغم اننا تكلمنا فى كل شيئا لا انى نسيت ان أسالها عن اسمها وعن الموعد والمكان الذى ىسنتقابل فيه ثانية ..ضحكت من نفسى وجررت بقدمى ثانية وهبطت السلم مرة اخرى دون ان ادرى فى اى اتجاه اسير الا انى ..ابتسمت وبدون شعور وصلت لمسكنى..لملمت جسدى وانزويت في أحد اركان غرفة الشقة التى اقطنها بحى يتسم بالصخب والضجيج ..كقطة تبحث عن دفء مفقود .. أغمضت عيني في هدوء .. لتتداعى بمخيلتى صور كثيرة تعيدها الى كياني المهزوم .. منذ دقائق كان هناك عالم آخر خلف هذا الباب .. همهمة وضحكات المارة .. أقدام تمضي متسارعة .. ايدي الصغار المتشبتة باعناق أمهاتهم .. ضجيج القطارات القادمة من بعيد .. صور الركاب المنعكسة خلف زجاج النوافذ .. صفحات الجرائد المرتجة مع تسارع القطار .. جبال .. سهول .. أشجار وأنهار .. أكوام من عشب أصفر قديم .. خلاء عارم ملئ بالضوء .. مسافات لا متناهية من الحلم ومن الحياة...استسلمت لهدوء سذاجتى والتى ايقنت انها نعمة يجب الحفاظ عليها من غبار الحياة المتراكم فى عيون المتشبثين بمكاسب الحياة ...

جميل ما كتبت

تسلم اخي

ماشاء الله

قلمك واعد

استمتعت بيومياتك

انتظر المزيد

تحياتى لقلمك ولشخصك الكريم