جمالية الرسول صلى الله عليه وسلم(منقول)

الجمال في الاسلام قيمة حضارية، فلسفة حياة، قيمة أخلاقية وروحية، قيمة مقدسة، فالله جميل يحب الجمال.

فالجمال قيمة معنوية محمودة تترك في نفس الإنسان السوي الفطري الانشراح والرضى والشعور بحيوية مضافة، فالجمال ذوق وحس رفيع، مرتبة عليا تترفع بالإنسان وتنزهه عن سفاسف الأمور القبيحة والذميمة.

فديننا الحنيف جاء ليتمم ويغرس فينا هذه الخصلة، هذه القيمة الحضارية، جاء ليحسن أفعالنا وأقوالنا، جاء ليطهر الظاهر والباطن فينا فيجعله حسنا، ليهتم بالجانب الروحي والجسدي، فالجمال في الإسلام اذن شامل ومتكامل، لا يطغى فيه جانب على آخر .

إلا ان المسلم قد يحتار في تنزيل وتطبيق هذه المنظومة الجمالية للإسلام، لدا لابد من قدوة عملية يسترشد بها ويقلدها، حتى يدرك بعض مدارج هذا الجمال، خاصة ونحن في زمان ظهرت فيه الموضة وانتشرت فيه الأفلام، وكثرت فيه النماذج، واختلطت فيه المفاهيم حول الجمال، وتعددت المعايير واختلفت باختلاف الثقافات المنتجة والمصدرة لهذه النماذج، فسار الشباب المسلم تائها ولاهتا وراء نماذج من الجمال المصطنع، حاملا معه مفهوما مغلوطا عن الجمال في ديننا الحنيف. فسارت قدوته في الحسن والجمال فنانين ورياضيين ...وغيرهم .

كما ان هناك من يحاول ان ينسج صورة قاتمة عن الاسلام، ويعطي تصورا خاطئا عنه، فتجدهم يحاولون ان يغرسوا ويغلغلوا في نفوس الشباب صورة نمطية عن الاسلام، مجتمع مبني على الظلم والجور، و الاقصاء والطغيان، والحروب والارهاب، مجتمع اهله مجموعة من الشهوانيين لايهتمون بمظاهرهم، ويظلمون المرأة سياطهم على ظهورهم، لايعرفون الى الحرية والتحرر طريقا، لايتزينون ولايتجملون، كل ما هو جميل عندهم حرام، يحتاجون الى من يخرجهم من هذا النفق، من الرجعية والتخلف والهمجية .

لدا صار لازما فتح نافذة على السيرة النبوية، لنطل من خلالها على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، لنستمد منه المنهج القويم، والسلوك السوي، لنسير عليه في حياتنا حتى نعطي الصورة السليمة والحقيقية عن الاسلام، فسنحاول اليوم ان نستنشق عطر هذا الجمال الذي تحدتنا عنه، وقمة التذوق الجمالي الحضاري العالي للحياة عن سيد البشر وأحسنهم خلقة وخلقا . لنستمد منه فلسفة الجمال، في جميع شؤون وجوانب حياتنا .

اولا : جمالية خلقته صلى الله عليه وسلم .

لقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم الحسن كله، و بلغ اوج الكمال في الجمال والحسن، لدى لن نستطيع وصفه مهما بلغنا في الوصف، فلله در القائل :